التعريف ( بابا سمحلي ) : الاسم الدارج لقميص نسائي ضيق يظهر منطقة البطن والسرة.
كان كتاب أحمد أمين "إلى ولدي" من مقررات القراءة في كثير من مناهج التربية و التعليم في الدول العربية ، و الكتاب بقدر ما يحمل من رسائل مهمة للناشئة والشباب والطلاب في حسن الخلق وأهمية العلم وخدمة الناس، يمثل كذلك استمرارا لنهج كان الآباء يحرصون فيه على تربية أولادهم ليكونوا أفرادا صالحين ، ولا يكلون أمرهم بحجة الانشغالات ووسائل التربية الحديثة إما لوسائل الإعلام والتكنولوجيا أو المدارس، هذا مع حسن الظن أن المدارس ما زالت تؤدي دورها المأمول في التربية ، أو الأصدقاء وثقافة الشارع أو الخادمات والمربيات الأجنبيات في أسوأ الأحوال.
ولقد نبه الإسلام الى هذا الدور الذي يضطلع به الآباء في التربية ، فقال سبحانه "يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم و أهليكم نارا وقودها الناس و الحجارة"، وأمر القرآن الأبناء في سورة الإسراء بطلب الرحمة للوالدين لما قاما به من دور التربية في الصغر، وجاءت محادثة لقمان لابنه لتعطي درسا راقيا من عناية الآباء تحديدا بإيمان وأخلاق أبناءهم، وجعلت الأحاديث الشريفة مسؤولية الأب في بيته كمسؤولية الخليفة عن رعيته ، والرعاية المقصودة هنا متكاملة تُعنى بالقلب والعقل والجسد، فكانت وصية الفاروق الشهيرة أن علموا أبناءكم السباحة و الرماية وركوب الخيل ، ولامية العرب (قصيدة للشاعر الشنفرى) ، فإنها تدلهم على مكارم الأخلاق، ومعظم هذه الأدوار كان الأب سابقا من يقوم بها ثم أصبحت الأم هي الموكلة الوحيدة بالتربية ، والأب هو الموكل بالإنفاق .. والبطش في حال لم تنفع وسائل الأم بالتربية واحتاج الأمر إلى تدخل وتخويف أكبر.
إن من اختاروا هذا الاسم التسويقي السوقي لهذا اللباس النسائي كانوا محقين في وصفهم ، إذ لا يمكن لامرأة أن تظهر مفاتنها بهذا الابتذال إلا و قد أهملها أو سمح لها أب أو أخ بذلك ، فالغيرة على العرض من الفطرة ، والله سبحانه وتعالى يغار عند انتهاك المحرمات، و الغيرة ليست فطرة بشرية فقط ، فقد أثبتت الدراسات أن كثيرا من المخلوقات الأخرى كالطيور والحيوانات تغار على إناثها ، ولا يستثنى من ذلك إلا الخنزير ، و ليست الغيرة عاطفة برجوازية أبوية ذكورية كما تصورها الحركات النسوية بهدف السيطرة على المرأة والحد من حريتها ، إن الغيرة المحمودة يسبقها حرص على التربية ، وتعهد منذ نعومة الأظافر بمفاهيم الحياء والعفة للذكور و الإناث ، و تنبيه الى رقابة الله على الأحوال وإعطاء للثقة في واقع الحياة ، وليست الغيرة على العرض والشرف لحظة غضب وفورة دم بعد إهمال للتربية و العناية والحرص سنوات طوال ، إن تخلق الأبناء بهذه المعاني من الغيرة والعفة والشرف نتائج و حصاد لما يغرسه الآباء والأمهات ، وليس حقا مكتسبا ولا شرفا مدعى لآباء تخلوا عن مسؤولياتهم الأولى ، وتوقعوا السلامة ولم يسلكوا مسالكها.
لقد جاء في المثل الياباني : المرأة الجميلة تجذبك ساعات ، والمرأة العفيفة تأسرك مدى الحياة.
إن المرأة التي تجعل من جسدها معرضا لكل من هبّ ودبّ ، لا بد أن تحتمل ما يلحق بها وبعائلتها من أذى ، فمن عرض نفسه للتهمة عليه أن يتحمل إذا أساء الناس الظن به .
و المفارقة أن لباس المرأة في معظم الحضارات كان يتسم بالستر والإسدال ، و لم يقترن التكشف وإظهار العورات إلا بالجهل والبدائية في الأماكن التي لم تصلها أنوار الحضارة و العلم ، و حتى فساتين النساء في أوروبا في عصر النهضة كانت طويلة وفضفاضة بغض النظر عن أديانهم.
إن من تمضي الساعات في ملاحقة الموضات والمكياج وأدوات التجميل بنفسها رسالة تريد أن توصلها لمن يراها ، و إن من تعري جسدها لا بد أن تتوقع ردا وفي ذلك قال الشاعر:
لحد الركبة تشمرينا بربك أي نهر تعبرينا
كأن الثوب ظل كل صباح يزيد تقلصا حينا فحينا
تظنين الرجال بلا شعور لأنك ربما لا تشعرينا
إن إنكار الطبيعة البشرية من الشذوذ و الحماقة ، فالبشر بهم أنوار ملائكية ونوازع شيطانية وغرائز يشتركون فيها مع بقية المخلوقات ، وكما أن الطبيعة تقول بانجذاب الذكر للأنثى والأنثى للذكر، و أن ما تراه العين يُطبع في القلب ويتحرك به العقل و الجوارح، ومن زرع المفاتن سيحصد الخطايا.
لقد وعى كسرى ملك الفرس دوره كأب في التربية ، فلما ولد ابنه حمله الى حكيم وسأله: ما خير ما أُوتي هذا المولود؟ قال الحكيم: عقل يُولد معه ، قال كسرى فإن لم يكن؟ قال الحكيم: فأدب حسن يعيش به في الناس، قال فإن لم يكن؟ قال: فصاعقة تحرقه.
ختاما ، لقد أظهرت الدراسات الحديثة في علم الطاقة المعروف بالريكي ، أن كشف منطقة البطن بصورة خاصة يؤدي الى نقص الطاقة الجسدية للبشر ، وإصابتهم بأمراض في تلك المنطقة كأمراض المعدة والقرحة والقولون ، فهل كنا بحاجة لدلالات العلم حتى نؤمن بحكمة الرب سبحانه وتعالى ؟
موضوع: بابا سمحلي 
الخميس أكتوبر 08, 2009 11:13 pm
